
الرئيس ميقاتي: على لبنان أن يكون في صلب الخارطة الجديدة في المنطقة لا على هامشها
الأربعاء، ٢١ أيار، ٢٠٢٥
قال الرئيس نجيب ميقاتي "إن التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة في المنطقة ترسم خارطة جديدة من التعاون يجب على لبنان العمل ليكون في صلبها، لا على هامشها، وهذه مسؤولية تقع على المسؤولين اللبنانيين بشكل مباشر".
وقال أمام زواره في طرابلس اليوم: إن اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة افتراضية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إضافة الى رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، كل هذه التطورات رسمت معالم صفحة جديدة من التعاون والتوازنات في المنطقة، ووضعت سوريا على سكة التعافي والحل. والمطلوب منا لبنانياً، استكمال بسط سلطة الدولة على كافة أراضيها والضغط في كل المحافل العربية والدولية لإلزام إسرائيل بالإنسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف العدوان المستمر على لبنان، والعودة الى "اتفاق الهدنة" الموقع عام 1949، وتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت هذا الإتفاق على نحو يجعل الإنسحاب الإسرائيلي تلقائياً إلى ما وراء الحدود.
أضاف: إن تحقيق هذا الأمر لا يمكن أن يتم من دون ضمانات دولية أو أممية من أجل ضمان حصول استقرار طويل الأمد على الحدود الجنوبية. من هنا فإننا نثمّن التحرك المتواصل الذي يقوم به رئيس الجمهورية جوزاف عون والإتصالات التي يقوم بها خارجياً لبلورة موقف داعم للحل الذي يعمل عليه، بالتزامن مع حوار داخلي لا بد من إجرائه على قاعدة أن يكون السلاح في يد الدولة وحدها وبسط الدولة على الأراضي اللبنانية كافة.
زيارة عباس
ورداً على سؤال قال: إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان في هذا التوقيت مهمة جداً نظراً للملفات الكثيرة المرتبطة بالعلاقات اللبنانية- الفلسطينية، وأهمها وضع المخيمات وسلطة الدولة عليها ومنع أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية. ومن خلال اللقاءات الكثيرة التي جمعتني بالرئيس عباس والمواقف التي يعلنها، لمست أن هناك إصراراً لديه على أن تكون المخيمات تحت سلطة الدولة، ونأمل أن تكون الزيارة مناسبة لتفاهم فلسطيني داخلي ومع الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف سريعاً.
الإنتخابات البلدية
وعن نتائج الإنتخابات البلدية في طرابلس قال: بداية نثمن إجراء الإستحقاق البلدي والإختياري في موعده، وكلنا أمل أن تكون الجولة الأخيرة السبت المقبل في الجنوب هادئة كسابقاتها ويكتمل عقد المجالس البلدية والإختيارية لتنصرف الى خدمة المدن والقرى بشكل أفضل وتحقيق التنمية الموعودة.
أما في ما يتعلق بانتخابات طرابلس، فإننا نجدد التهنئة لجميع الفائزين، ونتطلع الى أن يكون المجلس البلدي الجديد على مسافة واحدة من الجميع وأن تكون مصلحة طرابلس فوق أي اعتبار سياسي أو فئوي. ومن جهتنا سنكون داعمين لأي عمل يخدم المدينة ومصلحة أبنائها.
استقبالات
وكان الرئيس ميقاتي أجرى في دارته في طرابلس سلسلة لقاءات مع وفود شعبية وممثلين عن المجتمع المدني. كما التقى النائب كريم كبارة وأمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي ورئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال شادي السيد ووفداً من المخاتير الجدد.
واستقبل أيضاً وفداً من مدراء المدارس الرسمية في طرابلس نقلوا إليه عدداً من المطالب أبرزها ترميم المدارس وموضوع تأخر الأموال المرصودة من وزارة التربية لصندوق الأهل والمدارس.
لائحة "رؤية طرابلس"
واستقبل الرئيس ميقاتي وفداً من لائحة "رؤية طرابلس" الذي عبّر في بيان "عن تقديره الكبير لموقف الرئيس ميقاتي المسؤول والداعم لمدينة طرابلس في هذه المرحلة المهمة".
وأشاد الوفد "بحرص دولة الرئيس على إبقاء الإستحقاق البلدي في إطاره التنموي والإداري، وعلى تجنيب المدينة أي توتر أو تشنج من شأنه أن يعرقل المسار البلدي، وهو ما يعكس حرصه الدائم على استقرار طرابلس وخدمة أهلها".
وأكد أعضاء الوفد "أن هذه المقاربة التي يعتمدها دولة الرئيس تُشكّل عامل دعم أساسي لنجاح العملية البلدية، وتمهّد لمرحلة من التعاون بين مختلف الجهات لما فيه مصلحة المدينة".
كما شدد وفد "رؤية طرابلس" على "أن اللائحة تضع في أولوياتها العمل الجماعي والمشاركة مع الجميع، بهدف تشكيل مجلس بلدي متجانس وفعّال، يواكب تطلعات الطرابلسيين، ويرتقي بالخدمات والإنماء في المدينة".
وأكد الوفد على "تقديره لنهج دولة الرئيس المتزن، وأهمية استمرار هذه الروحية الجامعة في مواكبة العمل البلدي في المرحلة المقبلةً.